شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
مواعظ وذكرى
9434 مشاهدة print word pdf
line-top
البعث والنشور والحشر

أخبر الله تعالى بالنفخ في الصور في قوله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وقال تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ .
ورد في بعض الأحاديث أن الصور قرن واسع لا يعلم قدره إلا الله، وفيه ثقوب بقدر أرواح بني آدم يخرج من كل ثقب روح تأتي إلى صاحبها .
ورد في بعض الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن، وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر؟! صاحب القرن: هو إسرافيل -عليه السلام- أحد الملائكة، والموكل بالنفخ في الصور. إذا نفخ النفخة الأولى أطالها، وأول من يسمعها رجل من الأعراب يصلح مشرب إبله، أو غنمه، فإذا سمعها أصغى ليتا، ورفع ليتا؛ يعني عنقا فإذا أطالها صعق أهل السماوات وأهل الأرض إلا من شاء الله فيصعقون، ثم يبقون مدة. سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- كم بين النفختين؟ فقال: أربعون. يقول الراوي: لا أدري قال أربعون سنة، أو أربعون شهرا، أو أربعون يوما والظاهر أنها أربعون سنة بين النفخة الأولى التي هي نفخة الصعق، والنفخة الثانية التي هي نفخة البعث؛ فنفخة الفزع: فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ يفزعون ويموج بعضهم في بعض إذا سمعوا هذه الصعقة، ثم نهايتها أنهم يموتون كلهم موتا واحدا، ولا يبقى على الأرض متحرك إلا من شاء الله .
ثم بعد ذلك ينزل الله تعالى مطرا فتنبت به الأجساد، كما ينبت النبات إذا نبتت الأجساد بعد أن كانت ترابا ورفاتا، جمعها الله تعالى إلى أن تجتمع الجسد، فإذا اجتمعت الأجساد كلها حصلت النفخة؛ نفخة البعث: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ؛ فتأتي كل روح فتدخل في جسدها فيقومون كما أخبر الله: فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم يبعثون من قبورهم، وأنهم يحشرون إلى المحشر، وأنهم حفاة عراة غرلا بهما حفاة: ليس عليهم أحذية، عراة: ليس عليهم ثياب، وغرلا: أي غير مختنين، الجلدة التي قطعت في الدنيا تعود إليهم؛ لتأخذ حظها من العذاب، أو من النعيم، ثم يقول -صلى الله عليه وسلم- أول من يكسى إبراهيم -عليه السلام- فقالت عائشة واسوأتاه ينظر بعضهم إلى بعض! فقال: الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض ؛ وذلك كما أخبر الله تعالى بأنهم إذا بعثوا تكون شاخصة أبصارهم ينظرون ماذا يكون أمامهم؟ يقول الله تعالى: وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ؛ يعني أهل الخير: هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ .

line-bottom